صقور المدينة
دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 829894
ادارة المنتدي دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 103798
صقور المدينة
دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 829894
ادارة المنتدي دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) 103798
صقور المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك معنا يا زائر في صقور المدينة
 
الرئيسيةالبوابـــةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دمنهور لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الخراشى
 صقـــر مشارك



ذكر
عدد المساهمات : 83
05/01/1954
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
العمر : 70

دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) Empty
مُساهمةموضوع: دمنهور لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1)   دمنهور  لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1) Emptyالأحد 12 أكتوبر - 11:53

لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ و لا نبالغ إذا قلنا أن إقليم البحيرة هو

البوابة الخلفية لصناعة الحدث في مصر عبر العصور المختلفة فقد كانت البحيرة أرض الثورات و الانتصارات و نخص بالذكر هنا دمنهور الباسلة و المجهولة حيث كان قدر مصر دائما ألا يخلد إلا تاريخ عاصمتها فقط على انه تاريخ مصر كلها و اكبر دليل على ذلك تجاهل دور شعب البحيرة في الدفاع عن مصر ضد الحملة الفرنسية و الذي لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال حيث كانت مقاومة أهل البحيرة مقاومة عنيفة يتضاءل بجانبها ثورتي القاهرة الأولى و الثانية المشهورتين و من الجدير بالذكر أن لدمنهور دور جهادي مجهول لا يقل بأي شكل عن جهاد جروزني الباسلة أو قطاع غزة الصامد ،دمنهور التي قدمت ما يزيد على الألف وخمسمائة شهيد في إحدى معاركها مع الحملة الفرنسية على مصر علما بأن هذا العدد يكاد يقارب خمس سكان المدينة في ذلك الوقت كما أن هؤلاء الشهداء قد سقطوا في معارك الفداء و ليس هذا وحسب بل لقد واصلوا الجهاد بعد ذلك ضد محمد بك الألفي عميل الإنجليز حتى تمكنوا من دحضه عن أرضهم و تثبيت محمد علي في حكم مصر حيث تعد دمنهور هي صاحبة الدور الرئيسي في هذا الامر ، و نحن لا نريد أن نمن بوطنيتنا أو ندعي شرفا ليس لغيرنا مثله من مدن مصر– فإذا أردنا ذكر بطولات المدن المصرية فسنعجز عن الحصر فنحن لا ننسي بطولات دمياط و المنصورة و رشيد و ميت غمر (التي احرقها الفرنسيون هي و طنطا عقابا لهما على وطنيتهما ) وكذلك زفتا و رشيد و الرحمانية وشبراخيت و المحمودية و أسيوط والمنيا و الإسكندرية.

و كانت البحيرة تشتهر لدى العثمانيين بانها أرض الثورات و أنها لا ترضى الظلم و الدليل على ذلك أنه في عام 1148 هجرية طلب الباب العالي من مصر ثلاثة آلاف جندي للمحافظة على الأمن في بغداد بشرط الا يكونوا من الثوار و خاصة أهل البحيرة .

و نود أن نذكر في هذا الصدد – و نحن نتحلى بأقصى درجات الأدب و ضبط النفس – أن من يزعم أو الشعب المصري شعب خامل أو خانع مقارنة بغيره بأنه لم ير غيره ومن يزعم بأنه شعب سلبي على مر التاريخ بأنه يجهل التاريخ و بأنه يعيش حالة من الجهل المطبق حيث لا يعلم أنه جاهل،و الغريب ان البعض يتجرأ على ذلك و هو لا يعلم أن اصغر حاره في مدينته التي يقيم بها رويت بدماء العشرات من الشهداء في فترة يصفها المؤرخون بأنها من أحط فترات التاريخ المصري فما بالنا بفترات السمو

وقد كان هذا البحث رد عملي على كل من يظن أن شعبنا ذليل بالوراثة ، و أنا لا أبالغ إذا زعمت أن معظم الصفوة و النخب تردد في مجالسها الخاصة ما يسيء الى شعب مصر و كل من يقول ذلك يستثني نفسه طبعا من الصفة التي يسم بها بلده و بعض القيادات و المثقفين يبرر فشله او تقاعسه عن أداء واجباته بالإساءة لهذا الشعب بل الأدهى من ذلك ان بعض القائمين على امور الوعظ و الارشاد الديني يبررون عدم تأثر الناس بهم بالاساءة لهذا الشعب ، قد يستغرب البعض هذا الزعم و لا يصدقه و هذا طبيعي لأن ما أرد عليه من خلال ذلك البحث لم ينشر كرأي علمي و لا يقال أمام ملاء من الناس و لكنه حديث المجالس الخاصة و الأبواب المغلقة .

و إليكم القليل من تاريخ مدينة واحدة من مدن مصر المرابطة إلى قيام الساعة بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم(مع بعض لفتات الى بعض بطولات البحيرة)

الفتح الإسلامي لمدينة دمنهور :

(دمنهور:سار عمرو بجيش المسلمين يدفع الروم أمامه إلى الشمال الغربي على جانب الترعة التي تلي الصحراء حتى بلغ الدلنجات وهي معروفة بذلك الاسم إلى الآن و معناه قديما الاسم الطيب أو الانتصار ومنها سار إلى الشمال في تجاه دمنهور فوجد الروم يعترضون طريقه عند سنطيس وهي على ستة أميال في جنوب دمنهور ووقعت هناك في سنطيس معركة شديدة انهزم فيها الروم واندفعوا هاربين أمام المسلمين إلى دمنهور ولم يحاولوا الوقوف عندها والمسلمون في أثرهم ودخلوا دمنهور فخرجت حاميتها مسرعة تلوذ بالفرار مع جنود الروم المنهزمين من سنطيس .

و كان لفتح دمنهور أهمية خاصة فرح به المسلمون أشد الفرح إذ كانت قنطرة المسلمين لتحطيم دولة الروم في الإسكندرية و من ثم القضاء على الوجود الروماني في شمال افريقيا و جنوب البحر الابيض المتوسط مما يعني سقوط الجانب الاعظم من مستعمرات الدولة الرومانية و قد كتب عمرو إلى الخليفة بفتح دمنهور و بعث بالكتاب مع ( عمرو بن لؤي) .

(الفتح الإسلامي لمصر: للأستاذ عوض القهوجي)

خربتا و الدور الحيادي العظيم في فتنة علي بن ابي طالب(كرم الله وجهه)

و معاوية بن ابي سفيان(رضي الله عنه) :

خربتا هي إحدى قرى إقليم البحيرة

من ذا الذي يصدق أن قرية خربتا قد قامت بدور حيادي خطير في الفتنة التي اشتعلت نارها بين الصحابة بعد مقتل سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه و أرضاه .

كان لبلدة خربتا دور كبير في حقن دماء المسلمين حيث كان كل من يريد أن يعتزل الفتنة كان يعتصم بها و كان هذا موقف اصيل لم يتغير بتغير الحكام و عندما اراد احد الولاة ان يجبرهم على الحرب لصالح أحد الطرفين حاربوه حتى انتهى الامر بإقرار الامام علي بحق خربتا في اتخاذ موقفها الحيادي

أنظر في هذا الأمر بالتفصيل ص341:337 نفس المرجع السابق بتصرف،و من كتاب علي بن ابي طالب من الميلاد الى الاستشهاد بقلم د/أحمد السيد يعقوب الرفاعي ص405:396.

أهل دمنهور في مواجهة الحملة الفرنسية :

كان كاشف البحيرة(واليها) قد تلقى رسائل من أهل الإسكندرية تطلب النجدة لتعرضهم لخطر هجوم الفرنسيون عليهم ، فجمع عربان البحيرة أنفسهم و انضم إليهم المجاهدون من الإقليم و تقدمهم الكاشف و زحفوا على ظهور خيولهم دفاعا عن الإسكندرية .

و لما رأي أهل الإسكندرية بسالة أهل البحيرة اشتد أزرهم فوقفوا يصدون جنود فرنسا من احتلال الإسكندرية و لكنهم لم يصمدوا أمام الفرنسيين و أن كانوا قد كبد وهم خسائر كبيرة ( مائة و خمسون قتيلا ) وجرح كل من مينو و كليبر بجراح .

أما الجيش الذي سلك طريق البر فقد غادر الإسكندرية و على رأسه نابليون و مر في محاذاة ترعة المحمودية اما الترعة فقد جف ماؤها لأنها لم تكن تمتلئ بالماء إلا في زمن الفيضان فلقي الجنود تعبا شديدا في الطريق بسبب العطش و لم يبقى أمامهم إلا الشرب من الآبار و لكن الأهالي قد أتلفوها حتى لا ينتفع بها العدو و تلاقت الفرق في دمنهور يوم 7 يوليو و في صباح اليوم التالي وصل نابليون و معه أركان حربه .

و في يوم 10 يوليو قامت الفرق كلها من دمنهور قاصدة الى الرحمانية فاحتلتها في اليوم التالي و هناك التقت القوات البحرية الفرنسية بقيادة دوجا مع القوات البرية الفرنسية بقيادة نابليون و حدثت معركة شرسة على ضفاف شبراخيت (قرية منية سلامة) بين الحملة من جهة و بين المماليك و الأهالي من جهة أخرى و انهزم المماليك و كان أول انتصار لنابليون على المماليك ولكن بعد معركة شرسة تمكن فيها الأهالي من إغراق خمس سفن فرنسية و استولوا علىاثنتين وجرح بيريه (أحد قيادات الحملة) [ المرجع السابق ص374،375].

البحيرة تحمل لواء المقاومة :

كان لأهالي مصر عموما دور كبير و مشرف في الجهاد ضد الحملة الفرنسية حمل لواءه معظم الوقت آهل البحيرة و لكن موضوع البحث هنا هو دمنهور لذا سنخص بالذكر دمنهور و نشير إشارات سريعة الى المجاهدين من المناطق الأخرى.

كانت البحيرة أول إقليم حمل راية المقاومة و الجهاد قبل أن تطأ أقدام جنود نابليون شواطئ الإسكندرية حيث لبوا نداء كاشف الإسكندرية للجهاد ضد الغزو الأجنبي و سرعان ما خف آهل البحيرة قبل غيرهم الى النضال مع جزار يهم وجلاديهم جنبا إلى جنب لم ترهبهم مدافع نابليون بل تربصوا بالجنود على طول الخط فانه لم يكد جيشه يبتعد بمسافة فرسخ عن (الكريون) حتى كان العرب والفلاحين ينقضون على كل كتيبة و يخطفون المتخلفين من الجنود فيقتلونهم و يتخذون من أسلحتهم عدة للجهاد .

و لما وصل الفرنسيون الى دمنهور كان ستة آلاف رجل من الاهلين على استعداد للقتال (و قدكان سكان دمنهور يتراوح عددهم بين 8و10 آلاف نسمة ص109من المرجع السابق) و خشي الجنرال ديموي(و الذي قتل في ثورة القاهرة بعد ذلك) أن يصطدم بهم و إلا كان في هذا الصدام سحق الحملة عن آخرها فلجأ الى إبعادهم بقذائف مدافعه و اضطر الى الانسحاب عن دمنهور و التقهقر الى بركة غطاس و تربص له آهل المنطقة ثانية حتى أفلتت منهم الكتيبة بكل صعوبة الى أن وصلت الى الإسكندرية و هي مثخنة بالجراح ثم عدلت خط سيرها الى رشيد بعد أن خسر ديموي ثلاثين من جنوده بين قتيل و فقيد مما شجع الأهالي على مواصلة مناوشاتهم حتى دخلت الكتيبة معسكرها بالإسكندرية يوم 20 يوليه و ظلوا مرابطين خلف أسوارها

و اخذ أهل القرى في البحيرة على طول خط سير الحملة يتعقبون جنود البغي والكفر الذين يتخلفون عن الفرق التابعين لها سواء بسبب التعب أو المرض أو بسبب التخلف لإبلاغ الرسائل اليومية و البلاغات الحربية الى قادة الفرق أمعن المواطنون فيهم قتلا و ذبحا .

و في نفس المصدر قصص عن نهب الجنود الجائعين قرى البحيرة التي مروا بها ، و من الجدير بالذكر أن الضباط لم يستطيعوا مقاومة جنودهم و هم يتذمرون من الجوع و العطش حتى اضطر نابليون أن يوجب على نفسه إلا يتناول غير وجبة واحدة خفيفة كل 18 ساعة .كما أحرق أهل البحيرة غلالهم و حصاد جهودهم لعام زراعي كامل حتى لا يستفيد منها العدو . ص377

و فاجأ الفرنسيون عدد من المرابطين يوم 23 يوليه عند باب رشيد وهو الباب الشرق من أسوار الإسكندرية و ضاقت أنفاس جنود (ديموي) بهذا الحصار المفاجئ الذي ضربه الشعب حوله مما اضطره الى قتل 43 من الأهالي و أدرك يومئذ أن هناك اتصالا وثيقا بين المجاهدين في كل من الإسكندرية و دمنهور مما أثار دهشة الفرنسيين [ وفي هذا اكبر رد على من يدعون أن مصر كانت قبل الحملة شعب جاهل متخلف و يبالغون في ذلك الأمر فها نحن نرى حركة منظمة من بلدان مختلفة تجمع عدد كبير من الناس و تتم بشكل سري يباغت الفرنسيين رغم ان تلك الحركة كانت نابعة من الشعب و ليست من جيش نظامي] فصبوا جام غضبهم على البطل السكندري محمد كريم و قد انتهوا منه بمهزلة سموها محاكمة و كانوا قد نقلوه الى رشيد فتظاهر أهل رشيد الأحرار يوم 30 يوليه فاضطروا الى نقله فورا الى القاهرة .

و اشتدت المقاومة الشعبية و قدم المواطنون كل ما لديهم من العون الى جيش مراد بك وهاجر معظمهم تاركين مزروعاتهم للانضمام لجيش مراد بك.

و أشعل مينو النار في قرية السالمية لان أهلها قتلوا ثمانية من حملة البريد الفرنسي.

و كتب مينو الى نابليون طالبا المزيد من المدد والشكوى من أهالي رشيد ، و أرسل كليبر الى نابليون أيضا في 31 يوليه يقترح عليه وضع حاميات قوية من المشاة و الفرسان في دمنهور و الكريون بالمدافع [ لتوطيد النظام في البحر والنيل و ترعة المحمودية وحماية المواصلات البرية (و التي تتعرض لخطر عظيم) في إقليم البحيرة ].

كما أمر كليبر(الذي قتله المجاهد سليمان الحلبي فيما بعد) بحرق بركة غطاس التي استطاعت قطع المياه وطريق الملاحة النهرية عن الحملة وذلك بقطعها لترعة المحمودية .

و لم ينسى نابليون ما فعله أهل دمنهور بقوات الجنرال (ديموي) فأرسل إليها القومندان (بيرب) فتوجه من القاهرة الى الرحمانية و منها الى دمنهور فجرد أهلها من السلاح و اعدم خمسة من أعيانها و مشايخها الذين اشتركوا في الموقعة و أرسل خمسة وعشرون رجلا كرهائن الى القاهرة و أمره بالعودة الى الرحمانية فأقام بها قلعة و مستودعات للذخيرة تمهيدا لجعلها عاصمة للبحيرة بدلا من دمنهور .

(كل هذا حدث في شهر واحد فقط من دخول الحملة وهو شهر يوليو)

لم يعد نابليون قادرا على ضمان وسائل الاتصال بينه و بين قواده -و خاصة بعد هزيمته أمام الإنجليز في موقعة أبى قير مما أدى الى ارتفاع الروح المعنوية لدى المجاهدين المصريين -مما جعله يعين ثلاث فرق من اليونانيين في 27اكتوبر1798م و مهمة هذه الفرق حراسة عربات البريد في الطريق بينه وبين سائر الحاميات وكانت كل فرقة تتكون من مائة يوناني وجعل مراكزها في القاهرة ودمياط ورشيد .

و في 12 سبتمبر ثار أهالي شمال البحيرة وانقض الأهالي على قافلة بها مينو و علماء الحملة وقتلوا أحد العلماء و أصابت نيرانهم حصان مينو ، أقامت الحملة مخافر جديدة في البحيرة

وفي 20سبتمبر(الموافق شهر رمضان شهر انتصارات الامة)ثار الأهالي مرة أخرى في رشيد وما حولها وانتهت بعد إعدام عدد من مشايخ ادفينا و رشيد رميا بالرصاص في رشيد . (التفاصيل في نفس المرجع ص383.)

دمنهور.. على فوهة البركان :

(ديسمبر 1798)

ظن الفرنسيون أن الإرهاب سيوطد مركزهم في البلاد و حسبوا أن ثورة ادكو و ادفينا قد انطفأت بإطلاق الرصاص على مشايخهما و لكن الثورة الشاملة ، و كانت انطلاقة العملاق قد بدأت من هاتين القريتين و كان لهما موعد مع القدر بما لم يكن في حسبان مينو و كليبر(الذي قتله المجاهد سليمان الحلبي فيما بعد) و لا نابليون نفسه .

و أثبتت الأيام أن جميع الثورات التي اندلعت ضد الفرنسيين و عمت الوجهين القبلي و البحري إنما كانت امتداد للثورة الأولى التي انفجرت في ادكو و ادفينا يوم 20 سبتمبر.

و لم يكد ينقضي الشهر حتى كانت دمنهور قد رفعت علم الثورة و تأهب لإخمادها الجنرال مورا بأمر مينو الذي عزز قوة مورا بقوة أخرى و اعتقل العديد من زعماء الثورة و استشهدوا في سبيل الله حيث أعدمتهم حملة التنوير رميا بالرصاص في أحد ميادين دمنهور المجاهدة ، و فرضت على دمنهور غرامة حربية و انحاز المجاهدون الى الصحراء يتحينون فرصة أخرى للانقضاض على العدو و استمر مورا مقيما في دمنهور لإخماد الثورة في القرى المجاورة و بدأ جنود العدو في نهب الأموال تحت مسمى جمع الغرامات فكانت الدفعة الأولى ستين جملا محملا بالغلال نهبت من القرى المجاورة لدمنهور و أرسلت الى جنود الحرية والخير في الإسكندرية.

و غادر (لوترك)دمنهور في أوائل ديسمبر الى قرية دير امس وكان المجاهدون يرابطون بها و على رأسهم سليم

كاشف و إبراهيم الشوربجي ،ضرب الجنرال عليها الحصار بقواته و لكن المجاهدون تمكنوا من الخروج

سالمين من الحصار الى الصحراء و اخذ الفرنسيون بعض الراحة في دير امس.

حرائق في علقام بأمر نابليون

أوفد نابليون ياوره (جوليان) من القاهرة برسالتين إحداهما الى ابى قير والأخرى الى كليبر فخرجت به السفينة في فرع رشيد حتى وصلت الى علقام فجنحت بهم السفينة الى الضفة و نزل الجنود الفرنسيون منها ، واتت فرصة الجهاد الى أهل علقام فهجموا على العدو هجمة رجل واحد وقتلوهم حتى لم يبقى منهم واحد .

وطار الخبر الى نابليون فاشتد غيظه فأمر الجنرال (لانوس) بحرق القرية حتى لم يبقى فيها ديار ولا نافخ نار .

و قرر نابليون بعدها إنشاء أسطول نهري من السفن الحربية الصغيرة للقيام بدوريات على ضفاف فرع رشيد

الثورة الكبرى في البحيرة :

أحس الجنرال مينو بالخطر قبل أن تهب العاصفة فبعث الى نابليون بتاريخ 15 فبراير يقول:[بدأنا نشعر باختمار فكرة الثورة في البلاد المجاورة لرشيد و اخذ أهالي بعض القرى الثائرة يهددون الملاحة في النيل ].

وقد كان نابليون انشأ ديوان القاهرة وكان الشيخ الشبراخيتي و الشيخ الدمنهوري بالنيابة عن إقليم البحيرة في هذا الديوان إلا أن ذلك لم يحد فكرة الثورة. ص109

فلما كان شهر مارس كانت الثورات أهلية قد اشتعلت نيرانه في الإسكندرية و رشيد و ما حولهما (على ضفتي النيل قرب رشيد:برنبال و مطوبس و كفر شباس عمير و القنى و السعدة ).

و في ابريل سنة 1799 اشتد اوار الثورة في البحيرة على اثر ظهور مجاهد مغربي أخذ يحض الناس على الجهاد ضد الفرنسيين أعداء الله فالتف حوله أولاد علي والهنادى(قبائل عربية كانت تسكن البحيرة)و الفلاحون من جميع القرى و زحف بالمجاهدين حتى وصل الى دمنهور يوم 25 أبريل 1799 و كانت حاميتها بقيادة مارتان فانقض المجاهدون على رجاله حتى أفنوهم.

كثرت عمليات الجهاد بعد هذا النصر و مرت دورية الكولونيل لوفيفر لجباية و تحصيل الغرامات فوصلت الى دمنهور بعد انكسار حاميتها ثم ولت وجهها شطر الرحمانية أقامت عند قلعة الفرنسيين في المكان الذي تبدأ منه ترعة الإسكندرية،و انتظر المدد من الإسكندرية فوافته قوة على رأسها (ريدون) فالتقت بجموع المجاهدين البحراوية قبل الرحمانية و دام القتال بينهم خمس ساعات انسحب بعدها ريدون فعهد الى (مارمون) بانقاذ الفرنسيين في الرحمانية فترك في رشيد حامية كافية لقمع الثورات ثم سار الى الرحمانية .

و في 3 مايو من نفس العام التحمت القوات الفرنسية في قتال مع المغربي و جموعه عند سنهور القريبة من دمنهور و كانت – وفقا للمصادر الفرنسية – معركة شديدة الهول ،لان المغربي كان يقود جيشا من المجاهدين المتطوعين غير النظاميين قوامه خمسة عشر آلفا من المشاة واربعة آلاف من الفرسان من المتطوعين كلهم من الفلاحين والمشايخ والأعيان و عرب البحيرة و لم يكن فيهم أحد من المماليك ،و استمرت المعركة سبع ساعات حتى ارخى الليل سدوله و كان مع المجاهدين مدفع غنموه من الفرنسيين في معركة دمنهور ظلوا يستعملوه ضد الفرنسيين فيحصدهم حصدا ( مدفع واحد في أيدي المجاهدين غير المدربين يزلزل عشرات المدافع في جيش القائد الأسطورة نابليون بونابرت فسبحان الله مالك الملك يعز أولياءه ويذل أعداءه والله اكبر ولله الحمد)، و ارتبك القائد الفرنسي لوفيفر وأوشك على الانسحاب من المعركة و الارتداد من سنهور الى الرحمانية فلم يرى بدا من اقتحام صفوف المجاهدين حتى خرج من هذه المجازفة و قد تكبد اكبر الخسائر من جرائها كما منَّ الله على المجاهدين بان اتخذ منهم ألفين شهيد (ألحقنا الله بهم في جنة الفردوس)كان منهم الشيخ عبد الله الشوربجي و عبد الله باش من مشايخ دمنهور المجاهدة المنسية كما استشهد مراد عبد الله شيخ عرب الهنادي.

و كتب الله النصر للمجاهدين و ارتد الفرنسيون الى الرحمانية فقصد اليهم المجاهدون يتبعون أثرهم فلما رأوا انهم في موقع منيع عادوا الى دمنهور و جعل منها الشيخ المغربي مقر قيادته.

فيا للحسرة و الآسي حين يتشدق جاهل بغير علم و يفتي بان هذا الشعب ميت لا أمل فيه متجاهلا التاريخ و أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم- الذي قال عن الشعب المصري انهم في رباط الى يوم القيامة و انهم خير أجناد الأرض وان أرضهم أرضا مباركة و أن نيلهم ينبع من الجنة –مما يجعل ذلك المتشدق بغير علم خادما للصهيونية بغير اجر يزرع اليأس في النفوس و يبغض للمصريين أنفسهم و هو لا يعلم أن من يبغض نفسه واصله يهوي به الشيطان في مكان سحيق و سبحان القائل في كتابه العزيز على لسان نبيه يعقوب

(انه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون)

اما آن الأوان أن نتقي الله في حصاد ألسنتنا و أن لا نقول الكلمة لا نلقي لها بالا كما حذرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وان لا نكون امعات نردد كالببغاوات آراء الغير الذي قد يكون رأيه صادرا-لو افترضنا حسن النية – عن اجتهاد خاطئ فيثاب هو و نأثم نحن ، و إني لأعجب من رجل يتحرج من غيبة شخص فيبهت شعب بكل أجياله على مر التاريخ السابق منهم و اللاحق و الغريب ان البعض يتجرأ على ذلك و هو لا يعلم أن اصغر حاره في مدينته التي يقيم بها رويت بدماء العشرات من الشهداء في فترة يصفها المؤرخون بأنها من أحط فترات التاريخ المصري فما بالنا بفترات السمو

أفلا سكتت السنة الجهلاء أنصتت أذنهم و تابت قلوبهم و وعيت عقولهم وفهموا ما هو آت :

المجـــــزرة :

(قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود*إذ هم عليها قعود و هم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود و ما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد* الذي له ملك السموات و الأرض و الله على كل شيء شهيد* إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات ثم لم يتوبو فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق)

صدر الأمر الى السفاح (لانوس)بمغادرة ميت غمر في 5مايو1799لقمع الثورة الكبرى في البحيرة ، وصدع بالأمر و التقى في طريقه بقوة أخرى يقودها السفاح (فوجيير)فتقدمت هاتان القوتان معا الى الرحمانية و واصلت تقدمها الى مسرح الجريمة (دمنهور) حيث قامت المعركة الفاصلة و أسفرت عن هزيمة المجاهدين بقيادة المغربي وتمكن المجرمون أنصار حقوق الحيوان من اقتحام مدينة دمنهور و إحراقها و تخريبها مرتكبين ابشع الجرائم ضد السكان المدنيين العزل مكررين بذلك سيرة أصحاب الأخدود حيث قام الأوغاد الأنذال بحرق البشر أحياء في البيوت وفي الشوارع و ها هو أحد السفاحين القتلة مرهفي الحس أرباب الحضارة (ريبو) يقول :صارت دمنهور في يوم 6مايو ركاما من الحجارة السوداء المختلطة بأشلاء القتلى و دماء الشهداء .

و صدق الحق إذ يقول (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم و تأبى قلوبهم و أكثرهم فاسقون)

و من اشد العجب أن هذه الجرائم الشنعاء كانت مفخرة على ألسنة الفرنسيين كما نصت على ذلك رسالة (لوفيفر)الى (دوجا) في 10 مايو، و رسالة السفاح المجرم (لانوس)الى دوجا من الرحمانية يقول [و الآن.. لم يعد لدمنهور وجود فقد قتل من أهلها نحو ألف و مائتين أو ألف وخمسمائة ماتوا قتلا أو حرقا ] أين أنت يا حمرة الخجل

و قال سفاح فرنسي آخر : ما أبقينا فيها(دمنهور) حجرا فوق حجر.

و حدث مثل ذلك في ميت غمر و طنطا.

صدق او لا تصدق احتفلت مصر رسميا بمرور قرنين على الجملة الفرنسية و عندما سئل أحد المسئولين عن ذلك برر الموقف بأنه احتفال بالعلاقات الثقافية بين الشعبين و ليس احتفالا بالحملة نفسها و نعلق نحن على ذلك بأن العلاقات الثقافية كانت ساخنة جدا في دمنهور و وصل التفاعل الثقافي الى منتهاه بحرق البشر أحياء و لا حول و لا قوة الا بالله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دمنهور لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)
» لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)
» لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(2)
» صرح عملاق في دمنهور
» مواقف بكى منهاالنبى(صلى الله عليه وسلم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صقور المدينة :: المنتديات العامة :: عام ، حوار ونقاش ، ترحيب ،سياحة ، أخبار العالم :: مواضيع عامة-
انتقل الى: