صقور المدينة
لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 829894
ادارة المنتدي لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 103798
صقور المدينة
لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 829894
ادارة المنتدي لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) 103798
صقور المدينة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك معنا يا زائر في صقور المدينة
 
الرئيسيةالبوابـــةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الخراشى
 صقـــر مشارك



ذكر
عدد المساهمات : 83
05/01/1954
تاريخ التسجيل : 29/10/2009
العمر : 70

لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) Empty
مُساهمةموضوع: لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)   لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3) Emptyالأحد 12 أكتوبر - 11:56



من يجني ثمار النصر

ذاع في البلاد خبر الانتصار انتصار الشعب المصري وحده –بمعونة و نصر الله الواحد القهار-على الانجليز و اسرع الجنود العثمانييون يطرقون الابواب على أعيان البلاد يطلبون البقشيش بكل وقاحة و بلا حياء ، و استباح بعضهم بيوت الحماد الباسلة المطفرة و نهبوا اموالها و مواشيها و فضحوا نساءها.

و كتب حسن كريت يشكوا الى المفتي و لا سميع و لا مجيب و أحاط الارناؤوط –و هم جنود محمد علي – برشيد يبتزون كل ما وجدوه فوقف لهم حسن كريت بكل ما أوتي من شجاعة ففضحهم على الملاء حتى هاجروا الى القاهرة بعد ما ابدوا في الميدان من بسالة و تضحيات !!!!!!!!! اقصد سلب و نهب [و ليت العامة شكروا على ذلك او نسب اليهم فعل بل نسب كل هذا للباشا و عساكره و جوزيت العامة بضد الجزاء بعد ذلك] هكذا قال الجبرتي.

و من العجيب أن السلطان كتب يهنئ الباشا وعساكره و يشكرهم على النصر وقدم من الشام 500 من الارناؤط لتعزيز القوة الغاشمة و ارهاب هذا الشعب الذي بدأ يثق بنفسه و بنصر ربه الذي رآه دون أن يسمعه.

و شهد (دوران فييل)ان نائب محمد علي (طبوز اوغلي) قد تردد في الالتحام مع الانجليز في الميدان فترك حسن باشا يخوض المعركة وحده و عاد هو من حيث جاء و القى مراسيه على بعد ميل من الحماد .

فعلام هذا الشكر السلطاني للوالي الذي وقف في وجه الشعب يحول بينه وبين شرف الجهاد في سبيل الله ؟؟‍‍‍‍‍! و علام هذا الشكر للعساكر الذين فروا من الميدان حتى اذا انتهت المعركة استباحوا الحرمات ؟ اما ابطال النضال فما كان جزاؤهم الا كما يجزي سنمار ، و بعد شهور معدودة يكون زعماء الجهاد والتحرير الحقيقيين في ما بين النفي و السجن ، اما ان جزاء المؤمن في الجنة و جنة الظالم على الارض.

أما الانجليز فقد لعقوا جراحهم بكل برود و اعادوا تنظيم صفوفهم و استطاع القائد (هالويل) ان يبسط نفوذه على البحر باسطوله الذي اخذ بتعزيزه يوما بعد يوم .

و قد سجل يوما 10و16مايو محاولتين قاما بهم القوات البحرية التابعة لاسطول محمد علي و ذلك بالتحرك من ادكو الى ابو قير فتصدت لها مدافع السفن الانجليزية حتى استطاع القبطان هارفي قائد السفينة (استاندرد)تدمير ثلاث سفن من اسطول محمد علي .

و اراد محمد علي الا يخرج من المولد بلا حمص- كما هو في التعبير المصري الدارج-و الا فقد كل رصيده في مصر فأعد جيشا من اربعة الاف ما بين فارس و راجل وجعل القيادة العليا له هو و سار نحو الاسكندرية فلما وصل دمنهور علم ان الانجليز قد جاءتهم نجدة من ثلاث الاف مقاتل و على الرغم من ذلك دب الذعر في قلوب الانجليز و باتوا يتلهفون على الصلح مع محمد علي و قد هالهم ان جيش جديد

لم يشترك بعد في المعركة سيضيف لانتصارات مجاهدي البحيرة الكثير خاصة وان عدد اسراهم قد وصل الى خمسمائة اسير و بدات المفاوضات فعلامنذ 16 مايو و وقعوا مع محمد علي اتفاقية الجلاء يوم 14 سبتمبر في معسكر محمد علي قريبا من دمنهور و رد اليهم الاسرى و تبودلت الهدايا و التعهدات بين الطرفين و دخلت الاسكندرية منذ هذه اللحظة في ممتلكات محمد علي و رجع محمد علي الى دمنهور و صادر املاك كاشف البحيرة و هو في طريقه .

هكذا جنى محمد علي ثمار المعركة و بات المصرييون يصطلون ثمار الشوك و القتاد فلما عاد الى القاهرة و استقر بالقلعة اقام وليمة كبرى لكبار رجال الدولة و دعا اليها السيد حسن كريت بطل معارك رشيد و الحماد و رحب به اشد الترحيب و بعد ان تناول المدعوون ما لذ و طاب خرج حسن كريت محمولا على الاعناق و شيعت جنازته بصفة رسمية و ورى جثمانه الطاهر قبرا غير معروف الى يومنا هذا ندعوا الله له ان يتقبله في الشهداء و ان نلتقي به في جنة الخلد.

فضائح محمد علي في البحيرة :

لم يحفظ محمد علي الجميل لمدينة رشيد الباسلة و لا غيرها ممن كان له جميل على محمد علي او حظي بشرف الجهاد ضد اعدء مصر قلعة العروبة والاسلام .

و قلب محمد علي لأهل البحيرة ظهر المجن و شرع يضطهدهم أشد الاضطهاد و يستبيح حرماتهم هو و عساكره الارناؤوط المسعورون ففي يوم 21 اغسطس توجه بنفسه الى البحيرة ولاسكندرية فنزل الى الرحمانية و استدعى شيخ دسوق فادرك الشيخ ما وراء الاستدعاء من عسف و خسف ففر الرجل و آثر الفرار على مقابلة الباشا الظالم الغاشم فاتخذ من ذلك ذريعة لاطلاق عساكره على دسوق ينهبونها و يضربون طلبة المعهد الديني بدسوق .

و حظيت البحيرة باهتمام الباشا و لكنه اهتمام من نوع خاص فهي أرض الثورات ومنبع الخيرات و على ساحلها الشمالي ثلاثة من ثغور مصر رشيد و ابوقير و الاسكندرية ،لهذا كله جعل كشوفيتها و التزاماتها لاقرب المقربين اليه من أصهاره اولئك الذئاب المسعورة التي لا تكف عن سعارها فالغاية تبرر كل وسيلة في سياسة محمد علي .

و اقليم البحيرة قد عاد اليه الخراب بعد كسر سد ابو قير و طالبت حكومة الباشا الملتزمين في البحيرة بالخراج فاحتجوا بالخراب الذي عم البلاد و تلك هي الفرصة التي سنحت للباشا فقد استولى على اراضي البحيرة و وزعها على اتباعه والاضيشه فلما الت الى هؤلاء أسرعوا الى دعوة اهل البلاد الفارين منها الى العودة اليها .

و بامر الباشا قبض كاشف البحيرة على السيد حسين نقيب الاشراف بدمنهور (19نوفمبر1808)و بالغ في اهانته و صادر ممتلكاته و فرض عليه غرامة باهظة من المال قدرها الفا ريال و بعد اقل من شهرين نال عبد المامور الذي يطيع المخلوق في معصية خالقه حيث نفى محمد علي كاشف البحيرة في 11يناير 1809 الى ابي فير و صادر امواله .

و هناك امور اخرى و مظالم يضيق بنا المجال عن ذكرها الا اننا نخلص ان عهد محمد علي كان يتسم بالظلم و الاستبداد و قتل الحريات الفردية و ضرب زعماء الشعب و القضاء على كل مظاهر وجود و حيوية المجتمع و اصبحت مصر هي محمد علي و محمد علي هو مصر الا اننا لا ننكر ان عهده كان مليء بالانجازات المادية و العمرانية في كل اوجه الحياة المصرية (زراعة و صناعة و ري و استصلاح اراضي وادارة و انشاء طرق ونهضة عسكرية و بناء وعمران و قد انشأ بدمنهور مصنعا للغزل به مائة دولاب و ثمانون مشطا كما انشأ مصنع لنسيج الصوف لإنتاج بطاطين الجنود وكانت تنقل من دمنهور إلى مصنع الجوخ ببولاق لكبسها و صياغتها )ص 110المرجع السابق

الا اننا نزعم ان كل هذا لا يساوي قتل نفس بشرية واحدة بغير حق و مما يؤكد وجهة نظرنا ان كل انجازات محمد علي زالت و لم تجد من يحافظ عليها لما مات محمد علي او ضعفت قوته حيث زالت اهم انجازاته في حياته (اتفاقية لندن وما تبعها من تحالف القوى الدولية على محمد علي )حيث خفض عدد الجيش و فرضت على مصر عقوبات اقتصادية انهت وجودها ككيان اقتصادي قوي و مؤثر في العالم و بدات كل الانجازات تتهاوى بعد ذلك و صدق الحق اذ يقول (ان الله لا يصلح عمل المفسدين ).

و ابسط معيار ندلل به على صدق زعمنا ان الشعب المصري المؤمن المجاهد استطاع ان يقهر الحملة الفرنسية و حملة فريزر ثم ارغم كل القوى الدولية الموجودة انذاك على تولية محمد علي ولاية مصر رغم انف السلطان العثماني و الانجليز (حيث كانا يؤيدان الالفي) و فرنسا (حيث كانت تؤيد البرديسي وتدعمه) رغم ان ذلك الشعب في ذلك الوقت كان اضعف حالا من بعد حكم محمد علي حيث انتشر التعليم و اقيم جيش قوي ماديا و اسطول و ادارة موارد بشكل افضل و طرق ونقل و كيان اقتصادي مؤثر دوليا و كيان زراعي وصناعي الا ان مصر خسرت في الجولة الثانية و هي قوية و ذلك لسبب بسيط انه قد شطبت كلمة مصر و وضع مكانها اسم مكون من كلمتين محمد علي مما يعطينا اكبر دليل على ان أي بناء مهما ارتفع طالما كان على غير منهج الله فهو زائل و نعود مرة اخرى لقوله تعالى (ان الله لا يصلح عمل المفسدين ).

البحيرة و ثورة عرابي :

ادت مظاهر البذخ و الاسراف التي انغمس فيها اسماعيل ابن محمد علي و كذلك اسرة محمد علي ادت الى افلاس خزانة الدولة و تدخل الدول الاجنبية في شئون الحكم فعزلت الخديوي و خلعته و اقامت ابنه توفيق من بعده .

تحملت الاقاليم هذه الديون فكان نصيب البحيرة 32841جنيها مصريا كما تحملت محافظة رشيد 5787جنيها و اصبحت جميع موارد الدولة مرصودة لسداد هذه الديون بالربا الفاحش إلى حساب روتشيلد الانجليزي اليهودي (الذي وعده بلفور رئيس وزراء انجلترا فيما بعد باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين).

و وقفت عقبتان في وجه الخديوي توفيق : الحرية النيابية و اصلاح الجيش و هما المطلبان اللذان نادى بهما احمد عرابي ذلك البطل الاسلامي الصبغة الذي وقف في وجه الخديوي صارخا بشعار عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا) تلميذ المجاهد جمال الدين الافغاني -رحمه الله- و رفيق الامام الشيخ محمد عبده ابن البحيرة ، اما مجلس النواب فقد افتتح في 26 ديسمبر سنة1881 فهدأت العاصفة و بمقتضى امر الخديوي الصادر في25مارس سنة1882 صار عدد نواب المجلس مائة وخمسة وعشرين منهم خمسة عن مديرية البحيرة و كان لعرب البحيرة في ذلك المجلس عضوان .

و توتر الموقف سريعا حتى قدم اسطول انجلترا الى مصر بقيادة سيمور و ضرب الاسكندرية بناء على مؤامرة الخديوي مع العدو الانجليزي للتخلص من عرابي و هتاف الشعب في كل مكان :

[مين زي العسكر في الطوابي الله ينصرك ياعرابي]

و المظاهرات في الاسكندرية تردد (يا سيمور يا وش النملة مين قال لك تعمل دي العملة).

اسطول الانجليز القى مراسيه في الاسكندرية و دكها بمدافعه و نزل العدو الى المدينة فاشعل الحرائق فيها عمر باشا لطفي و الخديوي في قصره ينتظر مجيء أحلافه الانجليز لينصروه على عرابي الثائر باسم الفلاحين على الظلم و التفرقة العنصرية لصالح الاجانب (امتيازات الاوربيين + الجراكسة و الارناؤط)

و ادرك عرابي ان العدو قد دبر خطة لاحتلال مصر و انه في طريقه من الاسكندرية الى القاهرة عبر البحيرة فاعد للأمر أهبته و جعل للحرب ميدانين: الغربي اولا : و مركزه كفر الدوار و ثانيا ميدان الشرقية عبر قناة السويس .

و انتقل عرابي(ناظر الجهادية)الى كفر الدوار و اتخذ منها مقر القيادة للجيش و الشعب و في الوقت نفسه جعلها مقر الحكومة المصرية الجديدة والقائمة باسم الشرع (الشريعة الاسلامية).

و استطاع المجاهدون تحصين مواقعهم بالبحيرة تحصينا جيدا مكنهم من الصمود في وجه الانجليز ما يزيد على خمسة اسابيع و ارسل عرابي الى المديرين و المحافظين فبعثوا اليه بخمسة الاف جاءوا من الغربية و المنوفية والبحيرة و هم الذين قاموا بعمل الاستحكامات تحت اشراف قائد منطقة كفر الدوار : طلبة عصمت.

و جعل المجاهدون ثلاثة خطوط رئيسية للدفاع :و كان ثالثهما يمتد من ابو حمص الى دمنهور و كانت هذه الخطوط محاطة بأرض غير سالكة بسبب الاوحال و المستنقعات حيث تم قطع ترعة المحمودية .

و كان على رأس الخط الاول قلعة سميت ( قلعة الاسلام ) و كانت -كما وصفها بعض الانجليز –أجمل القلاع شكلا و اقواها بناءا و احكمها موضعا و هنا نكتشف كيف ان العرابيين قد ربط بين سقوط مصر في يد الانجليز و هزيمة الاسلام لم لا ؟ الم يتعاهد تلامذة الافغاني على تحكيم الشرع في هذا البلد المسلم ، و كان ايضا بين ابوحمص و دمنهور تل يمتاز على غيره من التلال بارتفاعه و اتساعه اتخذ منه عرابي ظهيرا في حالة الارتداد الى دمنهور .

و كانت دمنهور في اقصى درجات المنعة لحشد المدافع الكثيرة بها وتخزين المؤن والذخائر بها و جعلوا عليها عددا ضخما من المجاهدين المرابطين .

و كان جيش عرابي يتكون في راي المؤرخين المعاصرين للاحداث ان الجيش النظامي وحده كان يتكون من ثمان عشر الفا يضاف اليهم بضعة الاف من عربان البحيرة و الخفراء النظامييون و هذا الجيش الذي عبأه عرابي من المجاهدين عربانا وفلاحين نظاميين ومتطوعين كان له شأن كبير في صد جيش الانجليز الذي كان قوامه اكثر من ثلاثين الف بقيادة(ولزلي) حتى كتب الله النصر للمجاهدين المصريين على الانجليز في الميدان الغربي ، عند كفر الدوار .

لم يعبأ عرابي و المجاهدون المدافعون عن مصر لم يعبأوا بمنشورات الخديوي بعزل عرابي عن ديوان الجهادية و اعتباره عاصيا متمردا فقد كان الشعب المصري مع ثورة عرابي قلبا و قالبا و جاء المؤتمر الشعبي المنعقد بالقاهرة يوم 23يوليو بقراره الحاسم الذي دمغ الخديوي الخائن بالمروق من الدين و خيانة الوطن بانحيازه الى العدو المغتصب و استعدائه على المصريين و زعماء ثورتهم التحررية و قد تولى الشيخ محمد عبده ابن البحيرة عرض الموقف بحكمة علماء الاسلام مما اكسب العرابيين عواطف الشعب الغيور على حما دينه و وطنه و الذي يطمع في تحكيم العدالة و الشورى التي وردت في القران و طبقها النبي(صلى الله عليه و سلم) و الخلفاء الراشدون من بعده .

و في 26 يوليه زحف ثلاثة الاف جندي انجليزي على كفر الدوار و لكنهم انسحبوا مهزومين ، و بعد يومين عاودوا الهجوم بشكل اكبر و من ثلاث مواقع الا انهم لم يفلحوا امام عزم المجاهدين .

عاود الانجليز الهجوم على كفر الدوار في يوم 5 أغسطس 1882جاءوها من الاسكندرية في قطارات مسلحة تعززها قوات اخرى من (الرمل) و(القباري)و اشتبك الجيش الانجليزي مع المجاهدين و انهزم العدو مرة أخرى و ارتد العدو الى الاسكندرية بالرغم من ان العدو كان عدده أضعاف أضعاف المجاهدين و لكن (و الله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لأولي الابصار ).

لم يغتر عرابي برسوخ قدمه في الميدان الغربي (البحيرة)و لم يثنه ذلك عن التفكير في الميدان الشرقي فقد أوفد اليوزباشي عبد الرحمن محمود (و هو من عائلة محمود المعروفة بالرحمانية) و معه اربعون فارسا الى معركة ( القصاصين)بالشرقية و عاد الابطال المجاهدون منصورين على عدوهم.

اما الانجليز فقد ندموا على هجومهم السابق قبل ان ياتيهم المدد من انجلترا ذلك المدد الذي دشنته ملكة انجلترا فاوفدت ابنها (دوق أوف كانوت) قائدا للحملة فاشتد ساعد(ولزلي) فضاعف من قوته الضاربة.

و انقض الانجليز على عزبة خورشيد فتصدى لهم المجاهدون المرابطون في المكان و صمدوا حتى اتاهم المدد من كفر الدوار و استمر القتال طيلة يوم كامل كبد المجاهدون فيه عدوهم خسائر فادحة بفقد سبعة عشر ما بين ضابط وجندي و استشهد من المجاهدين تسعة و عشرون جمعنا الله بهم في جنة الفردوس .

و عاد الانجليز ثلاثة ايام متوالية 24،25،26 اغسطس و ركزوا ضرباتهم على كفر الدوار و لكن المجاهدين صدقوا الله في الدفاع عن ارضهم و اشتبكوا مع العدو حتى بالسلاح الابيض حتى ردوهم على أعقابهم خاسرين، يلعقون جراحهم تحت نخيل(الرمل) و ارسلوا كتيبة اخرى في قطار اخر ، فأطلق المجاهدون عليه النار فافنوا من كان به من الجنود و الضباط ليذهبوا الى الجحيم و يكونوا وقودا لنار جهنم و ذلك ليؤكد ان المؤمنين المجاهدين في الله حق جهاده من شبه المستحيل ان يهزموا عسكريا و لكن من الممكن ان يؤتوا من جهات اخرى كما سيظهر لنا بعد قليل.

يئس الانجليز كل اليأس ان يدخلوا مصر قلعة الاسلام من الجانب الغربي (البحيرة) فولوا وجوههم شطر الميدان الشرقي (حيث العلاقات الدولية و الوعود البراقة و كلمات الشرف و مؤامنة من اوصانا الله بالحذر منهم

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين و من يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة و يحذركم الله نفسه و الى الله المصير) .

و انتقل عرابي الى الميدان الشرقي و اعتزم عرابي أن يردم قناة السويس و لكن (ديليسبس ) خدعه باتفاقه سرا مع الانجليز على ان يقنع عرابي و من حوله من المجاهدين بعدم ردمها تحت شعار ان القناة لخدمة الامن و السلم الدوليين و انها من غير المقبول او الممكن ان تستخدم في غير ذلك و ان …….و ان …………الخ.

و استحكمت حلقات الخيانة و قدم العداء من القناة و حطموا معسكر التل الكبير دون اشتباك في معركة شريفة مثل كفر الدوار و مكنهم الخونة أتباع الخديوي من غزو القاهرة و قدموا للجنرال(ولزلي)هدية رائعة رمز الولاء للاحتلال الانجليزي .

و دخل الانجليز القاهرة و في ركانهم الخديوي و ذلك يوم 16 سبتمبر و سار الى كفر الدوار بطرس باشا غالي و محمود رءووف باشا و توجه عبد الله النديم ايضا الى كفر الدوار و لما رأى ما حل بالعرابيين اسرع بالتخفي عن الانظار حتى لا يقع في قبضة الاعداء و عزل الخديوي كل صاحب منصب كبير من العرابيين و اعاد أولياءه و خلصاءه ، و ذهب الجنرال (وود )للوقوف على اسرار المعركة التي هزموا فيها من المجاهدين المصريين و تم احصاء عددهم و ذخيرتهم و اسلحتهم و خططهم في المعارك و نقلت مدافع طابية اصلان و حصون كفر الدوار الى محطة الرمل و كان الانجليز لم يعودوا يطيقون اثار هزيمتهم ، خشية العار .

و اصدرت محكمة الاسكندرية حكمها بالنفي الى مصوع (بالصومال) خمسة عشر عاما على (عبد الراطيبعلوان) وكيل مديرية البحيرة بتهمة تحريض الثوار في دمنهور و افلت المجرمون الحقيقيون من القضاء و لكنهم لم يفلتوا من محكمة العزيز الجبار ، و كذلك حددت اقامة الشيخ احمد محمود من الرحمانية و غرم ثلاثة الاف جنيه و كذلك ابراهيم الوكيل ثلاثة الاف جنيه مع تحديد الاقامة اربع سنوات مع الوضع تحت مراقبة الشرطة مع تجريدهم من الرتب و علامات الشرف و الامتيازات الممنوحة لهم سابقا فيكفيهم اوسمة الجهاد و التضحية في سبيل الله و الوطن .

و لم يسلم عرابي بعد ذلك من شماتة الحاقدين عليه و هم الذين خدعوا بالانتصار المزيف الذي حققه الخديوي باستعداء الانجليز على مصر (لعن الله المضحين بالاوطان في سبيل الكراسي) و شنت على عرابي اكبر حملة دعائية من التشويه و لازال بعض المؤرخين يتهموه بانه سبب دخول الانجليز مصر و كان الانجليز لم يخططوا لدخول مصر منذ مايزيد عن الثمانين عام أي من قبل ان يولد والدا عرابي و لكننا اعتدنا دائما نذكر البقعة السوداء في الثوب الابيض و نذكر البقعة البيضاء في الثوب الاسود القذر و الله وحده يعلم كيف ان في مصر زعماء حقيقيين شوهوا و اهمل ذكرهم وآخرون وهميون صنعهم الاستعمار على عينه نحتفل بذكراهم و ليس ادل على ذلك من الذين يتهمون عرابي بطل الثورة من اجل اول مجلس نيابي منتخب في الشرق و من اول التجارب في العالم و من اجل قيام جيش قوي يحمي مصر و من اجل ان يحكم مصر كتاب الله الذي يامر بالعدل و الاحسان و مع حب الشعب الشديد له و كذلك الجيش الا انه لم يسع مطلقا للسلطة او حب الظهور و كانت ثورة حقيقية لها ادباؤها و علماؤها و ابطالها و منظروها الذين ضحوا من اجلها و نذكر منهم الشيخ محمد عبده و البطل و الشاعر صاحب السيف و القلم محمود سامي البارودي و اول كاتب ساخر و رسام كاريكاتير في مصر عبد الله النديم و كانت على منهج العالم المجدد الشيخ جمال الدين الافغاني رحمة الله عليه و مع ان الثورة رغم هزيمتها عسكريا فانها قد حققت اهم هدف من اهدافها الا وهو تفعيل دور اول مجلس نيابي في تاريخ مصر و منطقة الشرق كله و قبل بلاد كثيرة من اوربا ،كما حسنت اوضاع الجيش المصري نسبيا(من وقتها و أفراد الجيش يدفعون نصف أجرة في المواصلات العامة و هذا على سبيل المثال لا الحصر) كما اثبتت للتاريخ ان في هذا الشعب عرق ينبض بالحياة و رغم كل هذا يتهم عرابي عند بعض المؤرخين بانه خائن و بعضهم يقول ساذج (و منهم عبد العظيم رمضان)و حتى انصاره من الاجيال التالية اطلقوا على ثورته و جهاده هوجة عرابي.

في حين نجد شخص اخر قفز من ممثل ادعاء صاحب خطبة عصماء تطالب بتوقيع اقصى العقوبة على فلاحين دنشواي -و ذلك لاصابة جندي انجليزي على ارضهم بضربة شمس اثرت على جراحه الناتجة عن رد فعل الاهالي عن قتل امرأة مصرية و حرق منزل- هذا الشخص يقفز على تضحيات الشعب و يصبح ممثل الشعب و بطل ثورة 1919 و لا حول و لا قوة الا بالله . (انظر في ذلك في كتاب ايام لها تاريخ للاستاذ احمد بهاء الدين)

و لا نملك الا ان ندعوا الله ان يبصر هذه الامة و يهديها الطريق و ان يمكن للعقلاء فيها و ان يرزقنا عقولا مبصرة تستطيع حصاد ثمار جهاد هذه الامة و لا تبعثره يمنة و يسارا ،ونعوذ بك من صدورٍ قصيرة الأنفاس تقنع بأول جولة في تحقيق النصرفتنفض ايديها من الجهادفرحة مهللة قبل ان تتأكد من انتهاء المعركة. . . . . . . .اللهم آمين . . . اللهم آمين

اخي ادع معي بهذا الدعاء كي لا تتكرر مآسينا من اول انقلاب نصر الشعب بفرض محمد علي الي نكبة ثم نكبة انكسار انجازات الشعب المادية في نهايات حكم محمدعلي ثم نكبة انكسار الثورة المصرية1881،1882المسماه بالثورة العرابية ثم نكبة تحويل ثورة 1919 الى رحلة تفاوضية ثم نكبة و قوع ثورة1952 في يد الاستبداد السياسي و الاجتماعي

دمنهور و ثورة 1919 :

و في 13 نوفمبر 1918 قدم الشيخ عبد الباقي سرور الى دمنهور و معه عشرات الالوف من التوكيلات المطبوعة لتوقيع ابناء البحيرة عليها لتأييد الوفد المصري برياسة سعد زغلول في طلب استقلال مصر ليتقدم بها الى مؤتمر الصلح بلوزان .

و أخذ الشيخ عبد الباقي يدرب شباب دمنهور على المظاهرات عدة ايام ، و في 17 مارس 1919 قامت مظاهرة كبرى تطوف بانحاء المدينة فأمر مدير البحيرة ابراهيم حليم باشا بتسليط خراطيم المياه الضخمة على المتظاهرين

فكانت تجرفهم بقسوة كما أمر بالقبض على الشيخ عبد الباقي و ايدعه السجن فاشتدت ثائرة الجماهير في 12مارس 1919 و توجهوا الى السجن فحطموه و اخرجوا الشيخ عبدالباقي، و اندمج المدير في المتظاهرين فاعتدوا عليه ضربا بالنعال و كادوا يقتلونه لولا تدخل رجال الشرطة ،و كان المتظاهرون يرددون الاناشيد العذبة في قوة وحماس مثل

حب الاوطان من الايمان و روح الله تنادينا

ان لم يجمعنا الاستقلال ففي الفردوس تلاقينا

و سرعان ما اعلنت الاحكام العرفية و تشكلت محكمة يرأسها ايرلندي و حكم على الشيخ لفصاحته و جرأته بينما صدرت احكام متفاوتة على ابناء دمنهور الاحرار و منهم الشيخ أحمد عبد الكريم و كان من كبار تجار دمنهور بستة أشهر سجن و غرامة 200جنيه، كما حكم بجلد عدد كبير من الشباب الابرياء و نصبت آلة الجلد بميدان المحطة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(3)
» لمدينة دمنهور مواقف خالدة عبر التاريخ(2)
» دمنهور لها مواقف خالدة عبر التاريخ(1)
» صرح عملاق في دمنهور
» مواقف بكى منهاالنبى(صلى الله عليه وسلم)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صقور المدينة :: المنتديات العامة :: عام ، حوار ونقاش ، ترحيب ،سياحة ، أخبار العالم :: مواضيع عامة-
انتقل الى: