أشاد عدد من المثقفين والمثقفات بقرار وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة والقاضي بإعفاء رئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة بناء على ما شهده النادي من أحداث ساخنة تناولتها وسائل الإعلام بشكل مكثف وهو الأمر الذي ما كان ينبغي أن يخرج خارج أسوار النادي.
وقالوا في تصريحات لـ “المدينة” إن قرار الوزير يجسّد مدى حرصه واهتمامه بالشؤون الثقافية، ويؤكد دور وزارة الثقافة والإعلام في هذا الشأن، بصفتها الجهة المسؤولة والمرجعية الأساسية لكل ما يتعلق بالثقافة وشجونها.
قرارات مهمة
عضو مجلس الشورى الأديب الدكتور سعد البازعي قال: منذ أن تولى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة العمل، وهو حريص على رعاية الشأن الثقافي على نحو لا يمكن إنكاره، بل هو حقيقة يستحق عليها الكثير من الإشادة، فهو لكونه مثقفاً وشاعراً، فإنه معني بالشأن الثقافي، وهذا ما نحتاج إليه في هذه المرحلة، وأرى أن الوزارة اتخذت عدة خطوات تؤكد هذا الاتجاه، ولعل من أبرزها افتتاح القناة الثقافية، وكذلك اهتمامه بإقامة مراكز ثقافية، وكذلك القرارات التي اتخذت في الآونة الأخيرة، وهذا يؤكد حرص معاليه بالمسيرة الثقافية، ونحن نشيد بهذا القرار الذي اتخده وهذه الخطوة التي تصب في مصلحة الثقافة.
الوزارة حاضرة
أستاذة الأدب الدكتورة عائشة الحكمي أوضحت أن هذا القرار جاء تفاعلاً من وزير الثقافة والإعلام ومنسجماً مع أهمية الحدث ومطمئناً جمهور المثقفين ومتابعي الحياة الثقافية في المملكة بأن الوزارة حاضرة دائما في خدمة المثقفين، وقد تمثّل تفاعل الوزير مع هذا الموضوع من خلال تكليفه لوكيل الشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر للمتابعة وتقصي الحقائق وأخذ الإفادات من أعضاء النادي والحاضرين والوقوف على تسجيل المحاضرة التي أقيمت بالنادي وهي إجراءات يتفق عليها الجميع حتى لا تُترك المسألة للبلبلة والأهواء، وفي هذه الحالة يناط بأعضاء النادي وقفة جادة للتعاون لإظهار الحق ليدلل على أهمية المثقف في وضع الأمور في نصابها ومراعاة حالات الزلل التي قد يقع فيها الإنسان. وأضافت الحكمي: لقد خان المسؤول عن النادي حسن التصرف واتخذ قرارا منفردا، رغم أنه في مثل هذا الموقف كان من الأسلم أن يجمع أعضاء وعضوات النادي والمحاضِرة لمدارسة مداخلة الدكتور علي الرباعي وإعادة الاستماع إلى التسجيل ثم رفع تقرير والاستيضاح من المداخل عن فحوى فكرته، والملاحظ أن القضية قامت كون المتحدث في الفعالية امرأة، وحين ننظر في أبعاد المسألة نجدها تنال الثقافة في الصميم، فكيف ننشر الوعي الثقافي في المجتمع وتصحيح المسارات لصالح الجميع، ونحن نتحين الفرصة لاشعالها في أي وقت، وأنا أرى أن المسألة اتسعت أكثر مما ينبغي عبر الصحافة والمفترض أن تدرك الصحف انعكاس مثل ذلك على المجال الذي حوله القضية، ونحن هنا لا نكمّم أقلام الصحفيين، لكن الصحفي محسوب أيضا على الثقافة.
رسالة مباشرة
ويقول الأديب خليل الفزيع لم يكن قرار معالي وزير الثقافة والإعلام مفاجئاً للوسط الثقافي، فالدكتور عبدالعزيز خوجة وقبل أن يكون وزيراً هو أحد الرموز الثقافية في بلادنا والمبدعين المتميزين على المستوى الأدبي وله علاقة وثيقة بالثقافة والمثقفين باعتباره واحدا منهم، وهو بهذا القرار يضع الأمور في نصابها ويوجّه في الوقت نفسه رسالة مباشرة لكل القائمين على الشأن الثقافي من جهة والجهات الرسمية وغير الرسمية التي تحاول تحجيم دور الثقافة والمثقفين من جهة أخرى، ومفاد هذه الرسالة ان وزارة الثقافة وحدها ودون غيرها هي المسؤولة عن شؤون الثقافة والمثقفين، ولعل ما حدث ينبّه بعض رؤساء الأندية الأدبية إلى أن هذه الأندية ليست ملكية خاصة لهم يتصرفون بها كما يشاؤون ويديرونها حسب رؤية ضيّقة تؤدي إلى إقصاء غيرهم من المثقفين، كما أنه لابد أن يكون لأعضاء مجلس الإدارة دورهم الفعال في اتخاذ أي قرار يهم النادي، إضافة إلى أن مشاركة بقية المثقفين يجب ألا تكون غائبة عن خطط وبرامج العمل في النادي، لأنه للجميع وليس لفئة دون غيرها، أو لأشخاص دون سواهم.
الهموم الثقافية
رئيس تحرير جريدة اليوم محمد الوعيل قال: إنها كلمة حق يجب ان تقال عن معالي الوزير بأنه أحد رموز الثقافة في هذا الوطن، وعندما يتخذ القرار يعرف الهموم الثقافية والشأن الثقافي، فإطلالته على الثقافة ليست وليدة اليوم، وليس كونه وزيرا للثقافة والإعلام، بل لأنه من رموز الثقافة، واعتقد ان قراره اتخذ برؤية واضحة، وليس لديّ أي فكرة عن مسرحية الأحداث في نادي الباحة الأدبي، ولكن اقول ان معالي الوزير اتخذ القرار الذي يجب أن يُتخذ، وفي حينه.
قرار حازم
أستاذ النقد بجامعة الملك سعود الدكتور صالح زياد قال: كان اهتمام معالي وزير الثقافة والإعلام بهذه القضية عالي المستوى، وهو اهتمام يدلل على وعي معاليه بمدلول الثقافة، ودور المؤسسات الثقافية، وأهمية ما تنطوي عليه فعالياتها من تداول الآراء والتحاور بشأنها، وأن الإقصاء والاستعداء والنميمة ليست من أخلاق المثقف الذي يسعى دائماً إلى عَقْلَنَة رؤيته تجاه المسائل والأشياء، كما كان قراره سريعاً وحاسماً، وهذا كله يبرهن على أن قيادته للثقافة يمكن أن تخطو خطوات متقدمة، خصوصاً في اتجاه الترسيخ لأخلاقيات المسؤولية والمصداقية والوعي بقيمة المثقف وكرامته. ويضيف الدكتور زياد: يبدو لي أن القضية بما حظيت به من اهتمام ومتابعة، خرجت من الإطار الشخصي الذي يربطها بفلان أو علان، فأصبحت قضية ثقافية ترتبط بمسؤوليات المؤسسات الثقافية، وتفتح الباب باتجاه مزيد من الوعي بدورها الذي يستوعب بالضرورة اختلاف المختلفين ويفسح لما تنمو به مساحة المنطق والعقل، وأنا على ثقة وطيدة بما يتمتع به أعضاء النادي من حكمة واتزان وما يؤلف بينهم من الحماسة تجاه الإنجاز الذي يرفع رؤوسهم ويرفع من شأن ناديهم، وأتصور أن الدكتور الرباعي وغيره من المثقفين في المنطقة سيأتلفون -إن شاء الله- مع زملائهم في النادي، وسيكون نتاج ذلك مرضياً لعقل الثقافة وضميرها وحيويتها، فالمنطقة منبع فياض بكثير من قامات إبداعنا الأدبي والفكري، والمأمول أن تبقى كذلك، وأن تُقتَل الحساسيات الرخيصة في مهدها.
أخطاء صدرت
الشاعرة حليمة مظفر أشارت إلى أن هذا القرار ليس بغريب من معالي وزير الثقافة والإعلام لأن هناك أخطاء صدرت، وهي أخطاء تجاوزت الوزارة، واتجهت إلى مركز الشرطة، وهذه مسألة ليست مشرّفة للنادي، وأعتقد أننا لم نصل إلى هذه المرحلة لكي يمثّل المثقف بهذه الصورة أو كتابة التقارير أو التجسس ومحاولة الاشكالات والشكاوى، فنحن في وقت نسعى فيه بالنهوض الثقافي على كل المستويات.
الكــــاتب محمد البيــضاني ( البـــــــــــاحة )
السبت 13 فبراير - 2:10
